كتبت: أسماء مدحت
على مدار سنوات طويلة، تداولت العديد من
المواقع الإخبارية والصحف وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورة لشهادة الثانوية
العامة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
تشير تلك الشهادة إلى أن عبد الناصر حصل على
نسبة نجاح منخفضة لم تتجاوز 47.7%، حيث حقق مجموع درجات 138.5 من 290 درجة في عام
1936م. وكان طالبًا في مدرسة النهضة المصرية بالقاهرة، ورقم جلوسه في الثانوية
العامة هو 676.
درجات الرئيس في جميع المواد:
وفقًا للشهادة التي أكدت بعض المواقع والصحف
أنها موجودة بمتحف وزارة التعليم، كانت درجات الزعيم عبد الناصر في جميع المواد
على النحو التالي:
- اللغة العربية: 22 من 40
- اللغة الإنجليزية: 16 من 40
- الترجمة: 8.5 من 20
- اللغة الأوروبية الثانية: 11.5 من 30
- الرياضة: 9 من 20
- العلوم: 8.5 من 20
- التاريخ: 21.5 من 40
- الجغرافيا والجيولوجيا: 21 من 40
- علم النفس والمنطق: 11 من 20
- الرسم: 9.5 من 20
المجموع: 138.5 من 290
الشفوي: مقبول
هل كان الرئيس راسبًا؟
وفقًا لكل المصادر التاريخية، فإن ما يشاع حول
رسوب جمال عبد الناصر في الثانوية العامة لا يعدو كونه إشاعات كاذبة ومغرضة. كانت
درجات النجاح في تلك الفترة تبدأ من 116، ووفقًا للشهادة فإن عبد الناصر حصل على
138.5. كما أن نسبة النجاح كانت تبدأ من 40%، ووفقًا للشهادة فإن الرئيس الراحل
حصل على 47.5%.
عبد الحكيم عبد الناصر يكشف الحقيقة للمرة
الأولى:
ولمعرفة الحقيقة الكاملة، وإذا كانت شهادة
الثانوية العامة المتداولة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر حقيقية أم لا، تواصل
موقع «المصير» مع عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الرئيس الراحل، الذي نفى صحة تلك
الشهادة المتداولة منذ سنوات، مرجحًا أن تكون غير حقيقية ومزعومة.
استند نجل عبد الناصر في نفيه إلى عدة أسباب،
منها أن مصطلح "ثانوية عامة" لم يكن معروفًا حينها ولم يستخدم كما هو
الآن باعتباره السنة الأخيرة في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي.
السبب الثاني، كما أكد عبد الحكيم عبد الناصر
في تصريحاته لـ"المصير"، أن والده كانت قد قُبلت أوراقه في كلية الحقوق،
وهي كانت من كليات القمة في تلك الفترة وكانت تقبل الطلاب الحاصلين على أعلى
الدرجات. وعلق قائلاً: "من غير المنطقي أن تكون هذه الشهادة المزعومة هي
وسيلة القبول في كلية الحقوق."
وأوضح نجل الرئيس الراحل أن تاريخ الوثيقة
المزعومة هو عام 1936، بينما استمارة دخول الرئيس لامتحان شهادة إتمام تعليم ما
قبل الجامعي تحمل تاريخ 1934.
وتكشف استمارة دخول الرئيس عبد الناصر لامتحان
شهادة إتمام التعليم ما قبل الجامعي، التي أمدنا بها نجله، أنه كان تابعًا للمدرسة
الفريدية بالإسكندرية، وهي مدرسة أميرية غير خاضعة للتفتيش، كما تبين أنه كان
تابعًا لمدرسة "رأس التين الثانوية" وانفصل عنها في أكتوبر 1933 وهو في
الفرقة الثانية.
كما تبين الاستمارة أن اللغة الأجنبية الأولى
لعبد الناصر في امتحانات الثانوية العامة كانت الإنجليزية، والثانية كانت
الفرنسية.
يتضح من استمارة دخول امتحانات الثانوية العامة
لجمال عبد الناصر أن الشهادة التي يتم تداولها منذ سنوات على أنها شهادة درجات
جمال عبد الناصر في الثانوية العامة غير دقيقة وغير حقيقية.